الجمعة، ٦ جمادى الأولى ١٤٣٠ هـ

أحلام اليقظة يا وزير التربية !!


لأنني – كفرد بسيط من أفراد هذا الشعب المسكين - قد أدركت أني لست في وضع يخولني لطرح التساؤل فضلاً عن إبداء الرأي بمسئولٍ ما !! .. فلا تزال تهيمن علينا الحكمة التي تقول : (الشيوخ أبخص) !!
ولكن دعوني أروي لكم حلماً من أحلام اليقظة !! .. فقد رأيت فيما يرى اليقظان أنني كتبتُ مقالاً موجّهاً إلى معالي سمو أو سمو معالي وزير التربية والتعليم – حرسه الله – أقول فيه : لا يحق لأي أحد – يا معاليك – أن يقيّم أحداً على عملٍ لم يقطع به مسافةً كافيةً تخوّل للناقد النقد وللمستبصر الحكم .. وكذلك أنتم – يا معاليك - .. فلم تمضوا على كرسيكم سوى أشهر قليلة لا حكم فيها لأحد عليكم .. ولكنني أعتقد أنكم قد توليتم قيادة جهاز عظيم وتربعتم على الكرسي الشرس الذي لا يعرف متربعه الراحة ولا يهتني عليه بغفوة ولا يتلذذ فوقه بلقمة – فضلاً عن مفطّح في "كشتة" ! - .. وبما أنكم توليتم هذا الأمر العظيم وتسنمتم قيادة هذا الجهاز الحساس فإنه لا فرصة كبيرة لديكم فأنتم في موضع لا يحتمل الخطأ ولا يعترف بالتقصير ولا يجود بالفرص وليس خطأ الشاطر فيه بعشرة !! لأنه لا يعترف بخطأ الشاطر أصلاً !!
معاليكم .. لقد انتابني شعورٌ بالارتياح والتفاؤل عندما تم الإعلان عن التشكيل الوزاري الجديد الذي كنتم من أكبر مفاجآته المفرحة للمراقب والمهتم للشأن التعليمي .. لا بعلاقتكم بهذا الشأن وإنما بقربكم من المليك الذي جعل الكثير من منسوبي وزارتكم من المعلمين يمتلئون بالتفاؤل فيما يخص حقوقهم المسلوبة وهيبتهم المفقودة ووظيفتهم المزدراة !! ذلك الشعور- الذي لم تلغه تساؤلاتي عن مسوغات تعيينكم في هذا المنصب آنذاك - أخذ بالتلاشي بعدما أخذت تلوح بالأفق بوادر توسّع الانشقاق بين المعلمين ووزارتهم !! ..إن استقبالكم الباهت – حرسكم الله – لوفد اللجنة الإعلامية ممثلي المعلمين والمعلمات الذي عكسه مدة لقائهم بكم (خمس دقائق ! ) وما تلا ذلك من تأييد لما ذهبت إليه اللجنة الوزارية من سلب لحقوق المعلمين .. وانتهاءً – ولا انتهاء – بمهزلة (حركة النقل) الغريبة العجيبة في هذا الوقت القياسي من تسلمكم (وأعوانكم) خطام هذه الوزارة – كل ذلك يبعث كثيراً من التساؤلات عن مستقبل حقل التربية والتعليم خلال عهدكم – الميمون بدعواتنا – هل سيظل حقلاً بوراً كما ورثتموه أم سيستوي زرعه على سوقه ويثمر المرجوَّ منه والمأمول ؟؟!!
وبهذا انتهت روايتي لكم – أيها القراء – عن حلمي اليقظان .. ولكن بقي أن أؤكد على أن معشر المعلمين الكرام لم تكن لهم أي مشاركة لي في هذا الحلم ولا حتى من باب التلصص والفضول !! حمايةً لهم من قضم للراتب أو الإجازة !!
والله المستعان ،،،

عبدالرحمن بن صالح الحمادي
تعليم الجوف

ليست هناك تعليقات: