الجمعة، ٥ جمادى الآخرة ١٤٣٠ هـ

وانقضت مائة يوم يا سمو الوزير!


• انقضت مهلة المائة يوم التي طلبها سمو وزير التربية والتعليم عندما باشر عمله بالوزارة، وألمح حينها أنه سيعمل بصمت وبعيدًا عن التصريحات الإعلامية، والخطب الرنانة، رغبة منه في الاطّلاع عن كثب على ما يدور في الوزارة، وليعد أفكاره وبرامجه ومشاريعه المستقبلية في هذا القطاع الحيوي الهام.
• أعلم أن سمو الوزير جاء على تركة ضخمة من الملفات المفتوحة والمشاريع الصورية المعلقة.. وأعلم أن إصلاح التعليم مهمة ليست بالسهلة.. وأن المائة يوم لا تكفي لصياغة مشروع التطوير ورسم السياسات الاستراتيجية، لاسيما وان الرؤية كانت غائبة، بسبب تعاقب الوزراء، وكثرة مشاريع التجريب التربوية، والاجتهادات الفردية التي (غثّت) الميدان التربوي، وأربكته ثم تلاشت بخروج أصحابها من الوزارة.. وأفضت إلى ثغرات وخروقات في النظام التعليمي، وضعف واضح في كفاءة المخرجات. وقد تنبهت القيادة العليا لذلك، فأقرت مشروعًا ضخمًا بتسعة مليارات لتطوير التعليم، واختارت كفاءات جديدة لتولي المهام في الوزارة استعدادًا لمرحلة الإصلاح الشامل.
• 17 مليون مواطن كانوا يترقبون انقضاء المهلة ليطلعوا يا سمو الأمير على هوية مشروعكم الإصلاحي المنتظر. ويتساءلون عن برامجكم وخططكم التطويرية لانقاذ ما يمكن انقاذه.
• 5 ملايين طالب وطالبة في شوق لسماع ما يطمئنهم عن مدرسة المستقبل التي تعدونها لهم. أعناقهم مشرئبة وأحلامهم لا حدود لها.. يعقدون الآمال عليكم وينتظرون خارطة طريق تمكنهم من امتلاك المعرفة، ومزاحمة أقرانهم في العالم الأول، ويناشدونكم انتشال مشروع (تطوير) وإقالته من عثرته حتى لا يستمر معاقًا كما وُلد!!.
• نصف مليون معلم ومعلمة كانوا يحسبون الساعات والأيام ليسمعوا من سموكم ما يطمئنهم على مستقبلهم الوظيفي، وحقوقهم المسلوبة، وحسم قضاياهم العالقة في المحاكم ودهاليز الوزارة.. وهم أيضًا يتطلعون إلى ما يعيد لهم مكانتهم الاجتماعية والتربوية، فلم يعد المعلم راضيًا ولا مرضيًا عنه في المجتمع.
• 30 ألف مدير ومديرة يحملون هم مدارسهم والأمل يحدوهم في أن ينقل لهم سموكم أبرز ملامح البيئة المدرسية الجديدة، وينشدون نظامًا تعليميًا فاعلاً يواكب العصر، ويمكّنهم من أداء دورهم القيادي بعيدًا عن التقليدية والروتين والرتابة وحصار البيروقراطية.
• مائة يوم انقضت.. ومئات الأحلام وآلاف الأسئلة لازالت تدور في عقول وأذهان الجميع حول مستقبل التعليم، وهوية المناهج، ونوعية المخرجات.. فهل نسمع يا سمو الوزير في المنظور القريب ما يطمئن الناس على مستقبل أبنائهم ووطنهم؟!.إنا لمنتظرون!

محمد علي الزهراني
صحيفة التعليم الإلكترونية

ليست هناك تعليقات: