الخميس، ٣٠ أبريل ٢٠٠٩

معاناة المعلمين والمعلمات(بوح معلم).


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة وأتم التسليم0
حقيقة ترددت كثيرا قبل أن اكتب موضوعي هذا فتارة اكتب سطرا ثم امحوه محي الله خطايانا وتارة اصبر نفسي وزملائي لعل الله أن يكتب لنا اجر صبرنا في مصيبتنا ولكن لم يمنعني عزوفي عن الكتابة سبب بسيط فيشهد الله انني فقدت الأمل في أمور كثيرة في حياتنا ويرجع ذلك لأسباب كثيرة بل مصائب كثيرة لايجهلها إلا من رفع القلم عنه.والحمدلله أولا واخيرا وانني لست من القانطين من رحمة الله،ولكن مايحصل لنا من مصائب دنيوية هي بسبب مايسمى( بشبح الظلم)الظلم اللذي حرمه الله على نفسه وحرمه بيننا ولكن للأسف فلقد سننا سنة الظلم في أمور حياتنا كلها واصبحت الصورة في نظر ضعاف النفوس لاتتزين مالم تحلى بحلية الظلم من اخذ واغتصاب وقهر وتسلط واستخدام القوة واكل مال اليتامى والضعفاء والمستأجرين بخير حق.عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) .ومن يتفكر ويتدبر هنا فاجزم قاطعا بيقيني اننا جميعا استتنتجنا سماحة ديننا ورحمة ربنا اللتي نرتوي بها كلما عطشنا من رحمة عباده الظالمين0وانا لن ازلزل نفسياتكم اكثر مما هي في سرد المصائب الجلل،ولكن سوف اتطرق واطرق كتاب الحياة واتعنى واتجرع علقما لقراءة باب(الظلم)لأفاجئ بكثرة فصوله فأصرت نفسي على أن اتعلقم مرارة هذة المآسي محتسبة الأجر عند ارحم الراحمين علي أن انتشل بعض ضحايا تلك الفصول واللتي هي اشد من فصول الصيف في صقرها ومن فصول الشتاء في صقيعها بدعوة لمن لايرد احد،فأخذت ارفع يدي للسماء أن يرحم هذا المظلوم وان يرحم هذا الظالم بهدايته قبل أن تصل سهام دعوة المظلوم للسماء فيتمنى الظالم أن لم تلده امه.فدعوة المظلوم مستجابة وعاقبتها في الدنيا قبل الأخرة.وأذكر هنا قصة ذكرها أحد المشايخ في كلمة له في أحد المساجد بمكة، قال: ( كان رجل يعمل عند كفيله فلم يعطه راتب الشهر الأول والثاني والثالث، وهو يتردد إليه ويلح وأنه في حاجة إلى النقود، وله والدان وزوجة وأبناء في بلده وأنهم في حاجة ماسة، فلم يستجب له وكأن في أذنيه وقر، والعياذ بالله. فقال له المظلوم: حسبي الله؛ بيني وبينك، والله سأدعو عليك، فقال له: أذهب وأدعوعلي عند الكعبة (انظر هذه الجرأة) وشتمه وطرده. وفعلا استجاب لرغبته ودعا عليه عند الكعبة بتحري أوقات الإجابة، على حسب طلبه، وبريد الله عز وجل أن تكون تلك الأيام من أيام رمضان المبارك ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ )، ومرت الأيام، فإذا بالكفيل مرض مرضاً شديداً لا يستطيع تحريك جسده وانصب عليه الألم صباً حتى تنوم في إحدى المستشفيات فترة من الزمن. فعلم المظلوم بما حصل له، وذهب يعاوده مع الناس. فلما رآه قال: أدعوت علي؟ قال له: نعم وفي المكان الذي طلبته مني. فنادى على ابنه وقال: أعطه جميع حقوقه، وطلب منه السماح وأن يدعو له بالشفاء ). وبعد طول تجرع لمرارة هذه الفصول واندهاشي لكثرة احداثها وكثرة ضعفاء النفوس وضحاياهم سئمت صبرا وانا اضع يدي فوق رأسي من هول فداحة دور الظالم،فهو يعدم ويسرق ويكذب ويقطع رزق ويزور و يرمل نساءا وييتم اطفالا و يستئصل خيرا لدى الضعفاء وفوق ذلك يحرم نفسه من حسن الخاتمه في الدنيا ومن أن ينظر الله اليه يوم القيامة.فلقد قررت على أن اقتصر على ذكر بعض الأمثله من احداث بعض الفصول.الفصل الأول:الظلم في وزارة التربية والتعليم.دورالظالم:وزارة التربية والتعليم ومن يتشدق بأنه ينتمي اليها وهو ليس له فيها حظا و لانصيب.دور المظلوم:منشىء الأمة ومربي الأجيال ،هو من كاد أن يكون رسولا،هو العنصر الفعال بل اجزم انه هو صلب العملية التربوية والتعليمية.والمغلووووووووب على امره لاحقا.مأساة القضية/ أن معانات المعلمين والمعلمات ليست وليدة التعيين بل هي من قبل أن يتحقق سرابا كنا نراه حلما.فالمعلم وبسبب ازدحام كليات التربية ولاستمرار المناهج التي وضعت في بداية إنشاء هذه الكليات والتي في معظمها قد تجاوزها الزمن؛ ولعدم وجود تخصصات بالنسبة للمراحل، فإنه يتخرج وهو لا يعرف المرحلة التي سيعمل بها ولا المنطقة التي سيعيَّن في مدارسها. وكلها أمور تقلقه وتجعله بعيداً عن التركيز الذي هو أهم ما يحتاج إليه المعلم. فإذا حظي بالوظيفة وفرح بها لاحقته مطاليبها من تحضير يعكف عليه طيلة الليل ويعيده عاماً بعد عام دون أن يضيف إليه إلا فيما ندر. ووسائل تستهلك جزءاً من راتبه ودفاتر تصحح يومياً وعلامات للرصد والمراجعة وجمعيات للنشاط لا يدري ما يقدم فيها. فالتلاميذ منصرفون عنها والإدارة تطالبه بتقديم دفاتر وسجلات فالمهم هو ما يسجل على الورق. أما الإذاعة المدرسية فهي مواضيع مفروضة عليه ولا رأي له فيها.ومشرف تربوي يلاحقه ويحكم عليه من زيارتين أو ثلاث، ومدير يرفع سيف السلطة كلما نقصت لديه مواهب القيادة وآباء يلقون عليه بالحمل كله، لا يراهم ولا يسمع منهم كلمة شكر، فإذا نجح التلميذ فذلك لأنه ابن أبيه. وإذا رسب فذلك لأنه تلميذ هذا الأستاذ.أما المعلمة فهي أكثر معاناة لأنها مسؤولة عن الأسرة. الرجل في كثير من الأحيان يسمح للمرأة بالعمل لكي تساعده براتبها، ولكن مساعدته هو لها أمر لا يقبله؛ فهي الحاضنة والمرضعة للأطفال عندما يولدون، وهي الممرضة التي تسهر عليهم عندما يمرضون، وهي المدرسة الخاصة لهم عندما يلتحقون بالمدارس.لذلك نلاحظ أن كثيراً من المعلمات يتراجع مستوى عطائهن بعد الزواج والإنجاب وذلك عكس المعلم الذي يتطور أداؤه. ويتحسن تعامله بعد أن يتزوج ويصبح أباً.ولا أخفيكم اخواني كلما حاولت أن اضمد شريان هذه القضية وهذا الفصل اللذي بالكاد هوالظلم بأم عينهوان اقفل صفحاته إلا انها تابى قبل أن تفضفض من غيضها فأستخلصت ذلك الظلم في أمور اوجزها في التالي:-قتل الحلم اللذي اتضح لاحقا انه سراب بعدم تعيين المتخرج.-تهجير المعلمين والمعلمات وتعيينهم في المناطق النائية اللتي لاتوجد بها خدمات حكومية بل تقتصر الى أساسيات الحياة المعيشية،مما يكلفهم في أغلب الأحيان اموالا طأئلة تزيد على تلك اللتي يستأجرون من أجلها وهي لاتسد رمق عيشهم ولله الحمد،ناهيك عن المخاطرة بأرواحهم والسفر لأميال شرقية او غربية او شمالية او جنوبية واللتي بالكاد تكون طرقها الوعرة والغير معبدة غالبا متعطشة لدمائهم ولأحتضان اجسادهم،فتكون وجهتهم الأخيرة بعيدين عن جنة الدنيا(تراب والديهم) وفلذات اكبادهم،ولكم اخواني أن تشتروا صحيفة أو أن تفتحوا مذياعا او تلفازا او أي وسيلة اخرى لتصقعوا بالأخبار المرصعة بدماء المعلمين والمعلمات،واللتي اجزم أن مناظرها لاتحرك ساكنا عند من يدعون الأنتماء لوزارة التربية والتعليم فهم أقرب لوزارة المالية منها،فهم يسكنون القصور والأبراج العاجية ويعلمون أبنائهم في مدارس الدول المتقدمة علميا على حد قولهم ولا اعلم متى تتقلص الفجوة في نظرهم بين تعليم تلك الدول وتعليمنا،اخواني والله لقد امتلئت عيني دمعا وغطت صور تلك الحوادث الشنيعة وصور ابناء المتوفيين من المعلمين والمعلمات سطور موضوعي هذا،فأرغمتني على وقف نزيف هذة النقطة.-الزام المعلمين والمعلمات في المناطق النائية بالدوام اثناء وقوع الكوارث الطبيعية من امطار غزيرة وسيول جارفة ،والحسم على المتغييبين منهم وهذا ماحصل بالفعل في هذة السنة الدراسية في بعض المناطق،على العلم بأنه لايخفى على احد منا كم فقدنا من المعلمين والمعلمات بسبب الدوام اثناء الكوارث الطبيعية وتوثيق ذلك محفوظ لدينا.-عدم تطبيق التأمين الصحي على المعلمين والمعلمات أسوة بالدول المتقدمة وكذلك بدول العالم الثالث في الأونة الأخيرة،وأسوة ببعض المهن لدينا سواء كانت في القطاع الحكومي او الخاص،فيرى المعلم وللأسف أبنائه من التلاميذ المهندسين والطيارين و........الخ يعالجون وتقدم لهم الخدمات الطبية اللتي تليق بهم وهذا حقهم ولكن اذا اراد صانعهم ذلك فله أن يقترض من احد من تلاميذه أو أن يشتري ماء وجهه ويقترض من البنك.-عدم تطبيق التأمين السكني على المعلمين والمعلمات أسوة ببعض جيراننا من الدول واللتي تقدر ميزانيتها الأجمالية بربع ميزانية التعليم لدينا ولكن.....اذا اراد المعلم أن يهنأ وأولادة بسكن وحياة كريمة فعليه اكمال سنوات الخدمة كاملة ولن ولن يغيب عن ناظريه شبح الأقتراض من البنوك.-عدم تقليص سنوات الخدمة براتب كامل فهم لايرون الحق بذلك.-الزام المعلمين والمعلمات بالنصاب الكامل من الحصص والأشراف من بداية الدوام الى نهايته ومايلحق ذلك من بركات حصص الأحتياط.بغض النظر عن صعوبة بعض المواد الدراسية.-عدم احترام خدمة كبار السن والزامهم بالنصاب الكامل ولديهم مبررات لاتغني ولاتسمن من جوع ومنها العجز الحاصل من الخريجيين وذلك مايتناقض جملة وتفصيلا مع اعداد الخريجين اللذين تزخر بهم جامعاتنا.-عدم فتح باب الأبتعاث لبعض التخصصات النادرة واذا تم ذلك فهو مقتصر على مقاعد اجزم بأنها لاتتعدى أصحاب الفيتامينات بأنواعها.-ضياع هيبة المعلم وحقوقه وذلك مايتجلى ببعض القرارات العشوائية اللتي فصلت التربية عن التعليم في مضمونها واعطتها رونقا خارجيا جذابا لبعض المتشدقين بها،وتطبيق الأجراءت العقيمة في حق الطلاب المسيئين فلا يجهل احد منا عن عقم لائحة السلوك واللتي قام بعض منهم بأنتقادها مرارا،ولكن كان لذلك اثرا سلبيا على المجتمع التعليمي فتحولت مصانع العقول الى حلبات للمصارعة ونزف الدماء اللتي استرخصتها تلك اللوائح العقيمة.ولم يقصر اعلامنا في توثيق بعض تلك المهازل اللامسئولة.-محاولة تطفيش المعلمين والمعلمات بالقرارات العشوائية واللتي لاتخدم التعليم ابدا،واتضح ذلك وتجلى من قبل وسائل الأعلام وخاصة بعد قيام المعلمين والمعلمات برفع قضيتهم والمطالبة بحقوقهم المسلوبة منذ اثني عشر سنة،فقد تم تهديدهم من قبل ذلك وذلك موثق اعلاميا،وبعد ذلك تم تنفيذ ذلك التهديد في حقهم،فجرح البعض منهم في المعلمين والمعلمات مطالبا بعضهم بأن يتركوا حقولهم أن لم ينصاعوا ويتقيدوا ببعض القرارات والتعاميم اللتي اجزم الكثير منا بأن اهميتها ومضمونها بالنسبة للتعليم لايتعدى سوى انه يخسره الكثير من الحبر والورق.-محاولة ابتزاز المعلمين مؤخرا ببعض التعاميم اللتي تحرمهم من حقوقهم المفقودة اصلا،فقلصوا لاحقا الأجازات الرسمية وحرموا معلمين الصفوف الدنيا من حوافزهم اللتي يدعون بأنها حوافزوكأن ذلك ليس حق من حقوقهم،وعجبا لهم فلم ينظروا كيف تتحول الفصول الى حاضنات للطلاب فهم المربين لهم والمعلمين وغبر ذلك الكثير ولكن.....-حرمان المعلمين من حقوقهم في الأجازات الأضطرارية بعد تقليصها لاحقا وربطها بموافقة مدير المدرسة،ورصد تأخروانصراف المعلمين والحسم بذلك وكأنهم ليسوا من البشر المتقلبة ظروفهم،وتقييد مصير المعلمين المتقدمين للأدارة المدرسية و لمصادر التعلم والإارشاد الطلابي بغياب المعلمين حتى ولو اجبروا على ذلك.-عدم الأستفادة من مراكز التطوير التربوي بصورة افضل مما هي عليه الأن،وتقديم الحوافز للمعلمين أسوة بالمهن الأخرى._لا أخفيكم اخواني انني ترددت كثيرا قبل أن اتطرق لهذة النقطة وهي قضية المعلمين والمعلمات بل قضية الناس اجمعين فالمعلمين والمعلمات هم بعد الله من يصنعهم ويعلمهم ويهذبهم،نظرا لتشعب هذة القضية بل المأساة واللتي لاينكر احد مال للمعلمين والمعلمات من حق مسلوب منذ اثني عشرسنة ولكن المبررات المكشوفة اغراضها واضحة ومتجلية وتراها العين المجردة،فالحمدلله على ماتألوه حكومتنا الرشيدة من جهد جبار في سبيل اعطاء المواطنين حقوقهم وتوفير سبل رغدالعيش الهنيء لهم،وقد اخذت قيادتنا الرشيدة على عاتقها العناية بتطوير التعليم وصرف المبالغ المالية الطائلة والجهود البشرية من اجل تحقيق هذا الهدف النبيل. ولكننا رغم كل هذه المبالغ والجهود والنوايا الصادقة لم نزل نعاني من ضعف القطاع التعليمي والتربوي ولا تزال التحديات مطروحة أمامه بصورة مربكة. فلن تؤتى هذة الجهود ثمارها مادمنا نغضُّ الطرفَ عن الجوانب المضمونية والفكرية للتعليم. أقصد أننا بحاجة ملحّة إلى إعادة النظر في «فلسفة التربية والتعليم» لكي نسد الفجوةالقائمة بين النظرية والتطبيق.ولا أتوقع أنَّ في تجاهل مستويات المعلمين والمعلمات وفروقاتهم خيراً للتربية والتعليم، خصوصاً أن الأوضاع الاقتصادية صارت هاجساً لدى كل مواطن، وأن عدم توفير مستوى مقبول ومأمون من المعيشة سيكون عائقاً في وجه التنمية المراد تحقيقها في التعليم وفي غيره.وقد استبشرنا خيرا بقرار خادم الحرمين الشرفين واقرار اللجنة الوزارية لدراسة القضية ووضع افضل الحلول اللتي سوف تكون في صالح المعلمين والمعلمات بحول الله وقوته، ولايسعنا إلا الصبر.ودمتم.
mu_ah
ملتقى المعلمين والمعلمات

ليست هناك تعليقات: