وزارة التربية والتعليم من أهم وأكبر الوزارات لدينا.. يتبع لها أكثر من سبعة ملايين وربما أكثر.. ما بين طالب وطالبة.. ومعلم ومعلمة.. وموظف وموظفة.. وهي من أكثر الوزارات تأرجحاً وتقلبات وعوائق ومشاكل.
** والمشكلة هنا.. هو عدم رضا المدرسين والمدرسات عن هذه الوزارة منذ سنوات.
** لم أسمع مدرساً أو مدرسة.. قال إنه راض عن وضعه أو عن أداء الوزارة أو عن طريق سير العملية التعليمية.. ومع ذلك.. لم تبحث هذه المشكلة.
** ولعل وضع المعلمات أسوأ بكثير.. أما لماذا هو أسوأ.. فاسألوا أي معلمة تنتسب لهذه الوزارة- أي معلمة كانت- وستمطركم بعشرات الأسباب التي تجعل الجميع يقتنع أن وضع المعلمات مغلوط.
** تسأل عن وضع أي مدرسة من المدارس فتجاب بأن هناك حالة من الوجوم والاحباط والضيق تلف المعلمات وسائر العاملات فيها.. لماذا؟!.
** هذا ما يجب بحثه في ظل القيادة التربوية الجديدة.. التي تفاءل الكل بوجودها وصفق الكل لحضورها.. واستبشر بها كل معلم ومعلمة ولا زالوا ينتظرون خطوات تحمل الأمل.
** نعم.. هناك مشاكل متوارثة في هذا الجهاز.. وهناك موظفات على وجه الخصوص هُن أساس المشكلة.. وهُن أساس التعقيد والأخطار والتجاوزات.. وهن وراء بث روح الاحباط في نفوس المعلمات والموظفات.
** يجب أن تدرك القيادة الجديدة لهذه الوزارة.. أن الأمور كانت تسير في هذا القطاع كما يقول العوام (بالبركة) تسير بطريقة تقليدية تحطم كل جهد واعد.. وتقضي على عنصر الابداع.. وتساوي بين المخلص والمتلاعب بل ربما تفوق المتلاعب.. لأن له واسطة.. أو كما يقول العوام (ضلعه قوي).
** تسمع من المعلمات الموجعات - وهُن كلهن موجعات- تسمع قصصاً وحكايا ومعلومات مؤلمة حقاً.. وكلها تعكس حجم الفوضى في هذا الجهاز.. وبالذات.. تعليم البنات.
** ومع وجود هذه القيادة الجديدة في جهاز التعليم.. حيث الآمال مجددة وانبعثت روح أخرى.. مع بعض اللمسات التي تحققت بالفعل وهذا مما زاد حجم التفاؤل والأمل.. ولكن الجميع لازالوا ينتظرون خطوات أكبر لعل أهمها إبعاد (الدقة القديمة) في التوجيه وما تبعه.. فهن أساس المشكلة.. بل هُن وراء المشكلات المزمنة في هذا القطاع الذي يشهد تراجعاً سنة بعد أخرى.
** لك أن تتخيل.. معلمات يعملن وروحهن المعنوية (صفر) كيف ستعطي؟ وكيف ستنتج؟ وكيف ستصنع جيلاً جديداً وهي هكذا؟ ** تقول كل معلمة.. إن التوجيه هو أساس التحطيم.. وهو أساس المشاكل.. وهو الذي يقف وراء كل الأخطاء والعيوب والتجاوزات والمحسوبيات. ** هل أعطيكم مثالاً واحداً؟ ** خذوا هذا المثال واحكموا.
** بين يدي شكوى قُدمت من معلمات إحدى الثانويات.. شكوى موقعة من عدة معلمات تجاوزوا العشرين يتذمرن من وضع (المديرة المكلفة).
** نعم.. مديرة مكلفة بالعمل وقد تقدمن بالشكوى لرئيسة قسم المتابعة (أولاً) ثم لمساعدة مدير عام التربية والتعليم بالرياض ثم لمديرة الهيئة الادارية بتعليم الرياض وذلك قبل أكثر من شهرين ولم يلتفت لهن أحد رغم وجاهة الشكوى ووجود حقائق ومبررات وسردن في الشكوى أكثر من قضية وأكثر من مخالفة.
** تخيلوا.. شكوى موجهة لجهات رسمية وتحمل معلومات ومستندات ووثائق تعضد تجاوزات المديرة الملكفة.. ومع ذلك.. لم تكلف هذه القطاعات نفسها ارسال موجهة أو موجهات للتحقيق والتثبت من الوضع ومحاسبة المخطئ أيا كان.. المديرة أو المعلمات المشتكيات.
** لكم أن تتخيلوا وضع المعلمات في هذه المدرسة ووضع الطالبات وسير العملية التعليمية وسط تساهل وتجاهل وغياب المسؤول من ضبط العملية التعليمية.
** لماذا كل هذا (التطنيش)؟ لماذا تم تجاهل هذه الشكوى وغيرها عشرات.. بل مئات الشكاوى؟
** كيف هي الروح المعنوية للمعلمات وكيف سيعطين وينتجن؟!
** إن أسوأ ما يمكن صنعه في جهاز التعليم هو أن يكون المعلمون والمعلمات بنفسيات محطمة أو يشعرون بالظلم أو المحسوبيات.. وهذا.. أول ملف أظنه يجب ان تلتفت له القيادة الجديدة في التعليم.
** يجب إزالة الغبار السابق.
** ويجب تصحيح الأوضاع المغلوطة.
** ويجب اصلاح الجسم من الداخل والقضاء على الأخطاء السابقة.
** إنها قضية نرفعها أمام صاحب السمو وزير التربية والتعليم ومعالي نائبة الوزير لشئون تعليم البنات.. ونحن ندرك أن الادارة الجديدة لديها الشيء الكثير للتربية والتعليم.. والبوادر بفضل الله قد ظهرت فعلاً.
الكاتب/ عبد الرحمن بن سعد السماري
جريدة الجزيرة